بعد أكثر من شهر من الفيضانات في إقليم الأهواز، جنوب غرب إيران ، تم إخلاء 274 قرية غمرتها المياه التي امتدت الى 20 بلدة وتم تهجير حوالي نصف مليون شخص، يعيشون في أصعب الظروف.

الأمن الإيراني وجهاز المخابرات التابع للحرس الثوري الإيراني المصنف ارهابيا، اعتقلوا عمال الإغاثة والناشطين الاجتماعيين وجلبوا الميليشيات الأجنبية مثل الحشد الشعبي العراقي وحزب الله اللبناني بدلاً من ذلك. وقامت قوة القدس التابعة للحرس بإحضار تلك الميليشيات بعد زيارة قائدها الارهابي قاسم سليماني، إلى الأهواز بذريعة مساعدة ضحايا الفيضانات، لكن الناشطين المحليين أخبروا منظمة لحقوق الإنسان الأهوازية (AHRO) بأن هؤلاء عناصر الميليشيات لديهم أوامر بالمشاركة في حملة قمع احتجاجات الأهوازيين ضد النظام الايراني بسبب التمييز والقمع والاضطهاد المستمر. وتعود حملات الاعتقال إلى حقيقة أن العديد من الوثائق ومقاطع الفيديو التي نُشرت، تُظهر أن الحرس الثوري الإيراني ووزارة النفط والحكومة الإيرانية منعوا عمدا توجيه الفيضانات إلى منطقة الهور بسبب احتمال تلف المنشآت النفطية. ويتم استثمار هور الحويزة (هور العظيم) لأكثر من عقد من قبل الحرس الثوري الإيراني لاستخراج النفط من خلال المقاولين الصينيين ولدا منعوا المياه من الوصول إلى الهور ونتيجة لذلك، كسبوا ملايين الدولارات من النفط.

وبعد هطول الأمطار الأخير، قام المزارعون العرب بتوجيه الفيضانات نحو الهور من خلال بناء حواجز ترابية بإمكانات بدائية بسيطة لكي لا تغرق مزارعهم وقراهم لكن  الحرس الثوري الإيراني منعهم وقام بتدمير الحواجز الترابية وفتح المياه باتجاه القرى والأراضي الزراعية المحيطة.

وعلى الرغم من أن استخراج النفط من وسط المياه أمر ممكن، إلا أنه مكلف وهي تكلفة لا يرغب الحرس الثوري الإيراني في دفعها، و بدلاً من ذلك قام بالتضحية بالبيئة ومزارع الفلاحين وقطع مصادر رزقهم في هذه المنطقة الغنية بالنفط. بالإضافة إلى هور العظيم ، تقع مستنقعات الأهوار الأخرى هور الدورق، في جنوب منطقة الأهواز على مساحة 400000 هكتار ، وقد كانت في قائمة مونترو للأهوار المهددة بالانقراض. وقام الحرس بانشاء مزارع قصب السكر في هذه المنطقة وغيرها، بالاضافة الى الاستثمار النفطي.

إن عدم تخصيص ما يكفي من المياه لهذه الاهواز تسبب بجفافها بشكل تام وأدي الى تهجير الصيادين والمزارعين الذين يعتمدون على قوتهم على مصادر الأهوار وأجبروهم على الهجرة إلى ضواحي مدن والهيش في العشوائيات والأكواخ المحيطة بالمدن الكبرى مثل الأهواز. والنتيجة الأخرى لتجفيف الأهوار هي العواصف الترابية وتصاعد الغبار وتلوث الجو وانتشار الأمراض التنفسية بشكل واسع في كل مدن وقرى ومناطق الاقليم.

يقوم الحرس الثوري الإسلامي بالتضحية بالعرب الأهوازيين لحماية منشآته النفطية، ولهذا السبب واجه احتجاج السكان بالنار والحديد، في الأول من إبريل / نيسان ، قُتل مزارع عربي من الأهواز، يدعى "عبود جليزي" ، برصاص الحرس الثوري الإيراني، بعد احتجاجه مع مزارعين آخرين على الموقف وعدم السماح لقواتهم بتدمير السد الذي بناه قروي السد لحماية منازلهم وأراضيهم.

الآن فقد المزارعون العرب جميع مزارعهم بسبب الفيضانات، وتم تدمير منازلهم ، وفقدوا كل شيء. وعدت الحكومة بدفع بعض التعويضات البسيطة، لكن الناس لا يثقون بها ويقولون إنهم لم يتلقوا تعويضات سيول عام 2015. ولا يزال مصير نصف مليون نازح يعيشون في الصحارى والجبال والمخيمات مجهولاً. النازحون يعانون من نقص الإمدادات والأدوية والأدوات الصحية.

لم تتخذ هيئات الحكومة الإيرانية أي إجراء جاد لحل مشاكل النازحين من الفيضانات وتحاول قوات الأمن إغلاق المراكز الشعبية للضغط على الشعب العربي.

تدعو منظمة لحقوق الإنسان الأهوازية (AHRO) لجان الإغاثة الدولية مثل الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية وغيرها إلى مساعدة النازحين في قرى ومدن الأهواز (محافظة خوزستان). كما تدين الاعتقالات الجماعية ضد عمال الإغاثة والناشطين المتطوعين، وتدعو إلى إطلاق سراحهم فوراً ودون قيد أو شرط. تطالب المنظمة أيضا المنظمات الدولية لحقوق الإنسان إلى إدانة هذه التدابير القمعية التي اتخذتها السلطات  الإيرانية ضد الشعب العربي الأهوازي.


منظمة حقوق الإنسان الأهوازية

25 أبريل/نيسان 2019